الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه والتابعين . أما بعد ..
في بيوتنا توجد تلكمُ النسوةُ ، يشاركننا الحياة والزواج والدراسة والعمل .
وهؤلاء الأخوات فيهم الخير والفضل بإذن الله ، ومنهنّ الصالحات اللواتي يحرصن على فعل الخيرات والحذر من المخالفات .
وفيهنّ أخريات قد يقع منهنّ الخطأ في ارتكاب بعض المحظورات .
بسبب جهلهنّ أو ضعفِ إيمانهن أو تقليدهنّ لغيرهنّ ممن لاتُرضى سيرتهن .
وسوفَ نتجول في بعض المخالفات التي تقع فيها بعض الأخوات .
نذكركم بها أيها الرجال لكي تنبهوا عليها نسائكم وبناتكم .
لأن الرجل مسؤول عن نساءه ، قال صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " . رواه البخاري .
وهذه المخالفات متنوعة فبعضها في الزينة والجمال وبعضها في اللباس وبعضها في الأحكام الفقهية .
فمن مخالفات اللباس عند بعض الأخوات :
لبس العباءة الضيقة التي تبين الجسم ، أو لبس العباءة الشفافة ، أو ذات الألوان التي تثير الأنظار .
وبعضهن تلبس النقاب الواسع الذي يظهر منه كثير من الوجه، وربما وضعت شيئاً من مكياجِ العين . فلماذا كل ذلك ؟.
إن هذا اللباس فيه زينة ، ويعتبر ُ فتنةً للرجال ، ومن قواعدِ الشريعة المباعدة لكل مايفتن الرجل والمرأة .
قال تعالى: " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلايؤذين ".
فتأملوا الحكمة من الحجاب " ذلك أدنى أن يُعرفن فلايؤذين ".
ومن مخالفاتِ الزينة عند بعض النساء :
الإسرافُ في المشتروات في العطورات والمكياج .
وكلكم يعلم أن الإسرافَ من المحرمات في ديننا " إنه لايحب المسرفين ".
وهذا الإسرافُ يضرُ بمالِ الزوج ، ويوقعُ الخلافاتِ بينها وبين وزوجها .
ونقولُ لتلك الأخت حتى لو كنت تنفقين على نفسك من مصروفك الوظيفي فيجب أن تعتدلي في ذلك .
ومما يحزنك أن بعضَ النساءِ تدفعُ الكثيرَ للزينةِ والجمال وربما تكون مقصرة في جانبِ الصدقات للفقراء والمحتاجين .
ونقول لمن هذه حالُها " إن الصدقةَ تدفنُ معك في قبرك وتسبقك ليوم القيامة لتكون ظلاً لك كما في الحديث الصحيح " كلُ امرء في ظلِ صدقته يومَ القيامة ".
ومن المخالفات عند بعض النساء :
النمص وهو حلق الحاجب أو نتفه، وقد ورد اللعنُ على من تفعل ذلك .
قال صلى الله عليه وسلم : " لعن الله النامصة والمتنمصة ".
فنبهوا بناتكم وزوجاتكم من مثل ذلك .
وأما التشقير فلاحرج فيه؛ لأنه ليس إزالة للشعر بل لونٌ يوضع على الحاجب .
ومن المخالفاتِ عند بعضِ النساء :
تأخيرُ الصلاةَ عن وقتها بسبب النوم أو الانشغال بالجوال أو بأسبابٍ أخرى .
وبعضهن تؤخر الصلاة حينما تخرج للسوق مع أن الأسواق توجد فيها مصليات غالباً .
ولنفترض عدمُ وجودِ مصلى فهذا ليس عذراً في تفويت الصلاةِ وتأخيرها عن وقتها .
وربما لم تصل حتى لو رجعت البيت .
وهنا يأتي دورك أيها الزوج ، أيها الأب ، وأنت أيها الأخ .
ذكر أخواتك بالصلاة " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ".
وأما صلاة العشاء فهناك متسعُ في تأخيرِها حتى تعودَ لبيتها .
ومن المخالفاتِ في زيارات النساء :
الوقوع في الغيبةِ والكلامِ في النساء ، وهو موجود في بعض مجالس الرجال أيضاً .
والكلامُ في الآخرين لايجوز وقد شبهه الله بتشبيهٍ تنفرُ منه النفوس " أيحب أحدكم أن يأكلَ لحمَ أخيه ميتاً فكرهتموه ".
وقد يحصل أمامك أيها الزوج وأنت مع زوجتك فقد تتحدث عن بعض النساء ، وهنا يجبُ عليك أن تنهاها بالأسلوب الطيب .
ومما يحصل في بعض مجتمعاتِ النساء :
أن بعضهن حينما تزور صديقتها ربما حسدتها على جمال بيتها وترتيبه وقد يقع الحسدُ على الطرف الآخر .
ومن هنا تكاثرت قصصُ العين والحسد في الزيارات .
وهنا لابد من تربية نساءنا على أن يذكروا الله عندما يشاهدن مايعجبهن .
قال صلى الله عليه وسلم : " إذا رأى أحدكم مايعجبه فليدع بالبركة فإن العين حق " .
ومن التنبيهات :
أن بعض النساء تتساهل في الكلام مع الأجنبي كالبائع وغيره .
والكلامُ للحاجة لابأس به ولكن لايجوز اللين ُفي الكلام سداً لباب الشيطان الذي يزين المعصية .
قال تعالى في شأن ذلك " فلا تخضعن بالقولِ فيطمعَ الذي في قلبه مرض ".
وهنا دورك أيها الأب في تربية بناتك وزوجتك على الحياء حينما يتحدثن مع الرجال .
اللهم أصلح نساء المسلمين واجعلهن قرة أعين لأهليهن .
-------------
الحمد لله ..
أيها الناس ..
إننا حينما نتحدثُ عن بعضِ المخالفات عند بعض النساء فهذا لايعني عدمَ وجودِ الإيجابيات لديهن .
بل إننا نجزمُ ونفتخرُ بأن مجتمعنا مليء بالصورِ الجميلةِ والإيجابية على مستوى الرجال والنساء .
ومن الجوانبِ المشرقة في مجتمع النساء :
تلك الأخت التي لزمت بيتها ولاتخرجُ منه إلا لحاجة ، ما أشد تمسكها بقول الله " وقرن في بيوتكن ".
تلك الأختُ التي حينما تخرجُ لاترى منها شيء فالعباءة الشرعية والقفاز والشراب يحيط بها .
وتعجبنا تلك الأخت التي تغرسُ القيمَ في أولادها وبناتها وتربيهم على الحياء والأدب .
وما أجملَ ذلك البيت الذي توجدُ فيه تلك الزوجةَ الصالحة التي تعين زوجها على دينه ودنياه ، وتصبرُ معه على ضغوطِ الحياة وترضى بالموجود ولاتتكلف المفقود .
وتعجبنا تلك المعلمة التي أخذت على عاتقها تربيةَ البنات وغرسِ القيم التربوية فيهن ، إنها الأم حينما تغيبُ الأمهات .
ومن هنا أبعث بهمسةٍ لك يامن رُزق بزوجةٍ معلمة .
حفِّز زوجتك وشجعها على علو الهمة في دعوة الفتيات .
أخبرها بفضل الدعوة والإصلاح .
من للفتيات في هذا الزمن الذي امتلأ بالشهوات والمؤثرات ؟.
اللهم وفقنا للخيرات ، واحفظنا من الفتن والمنكرات .
اللهم اشرح صدورنا ويسر أمورنا .
اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا .
اللهم وفق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .