منذ زمان طويل ، ونحن نرى أئمة المساجد بعد صلاة العصر يأخذون كتاب رياض الصالحين ويقرءون منه بعض الأحاديث، وليسمح لي أولئك بهذه الخاطرة التي كنت أود أن أكتبها منذ سنين فأقول:
أخي إمام المسجد أتمنى أن تقبل كلمتي بصدر رحب وإن كانت ثقيلة عليك ولكن كما تعلم أن الحق دائماً ثقيل في طرحه وثقيل في قبوله.
لعلك تتفق معي أن القصد والهدف من قراءتك هو النفع والفائدة هل هذا صحيح ؟
ونحن نتفق أيضاً على أن الطريقة إذا كانت غير سديدة أنه يجب تغييرها مراعاة لمصلحة الدعوة.
ونتفق أيضاً على أن الطريقة إذا كانت مصلحتها قليلة فإنه يجب البحث عن طريقة أخرى مصلحتها أعظم.
ونتفق أيضاً على أن المقصود هو نفع العامة أكثر من الخاصة لأن الخطاب غالباً يسمعه عامة الناس، فلا نراعي طلاب العلم أو الدعاة لأن المجال هو دعوة العامة.
الحل في نظري: هو أن تقرأ حديث واحد أو اثنين ثم تغلق الكتاب وتنظر إلى الناس ، وتبدأ بتعليق يسير لا يتجاوز خمس دقائق ، وقد جربتُ هذه الطريقة فوجدتها نافعة ، وسألتُ كثير عن فائدتها فأثنوا خيراً ، وبإمكانك أن تبدأها وتسأل جماعة مسجدك عن مدى فائدتها وكن صريحاً وصادقاً في طلب النقد منهم.
يا أخي لقد سمع الناسُ كثيراً من الأحاديث التي نقرأها ، وهم بحاجة إلى فهم المعاني والمقاصد.
ملاحظات على قراءة الإمام:
1. السرعة عند القراءة ، فلا يفهم الناس شياً من كلامه.
2. الخطأ في القراءة وقد تتغير معاني بعض الكلمات.
3. عدم تقريب اللاقط عند القراءة.
4. عدم اختيار الكتاب المناسب.
5. الإكثار من القراءة حتى يمل الناس.
خواطر:
• القراءة بعد صلاة العصر لا أراها مناسبة وإن كنا قد تعودنا عليها لأن الغالب أن الناس قد ناموا قبل الصلاة ولازال العقل فيه ضعف في الاستيعاب لغلبة الكسل والتعب من أثر الدوام اليومي ، ولذا اقترح أن تكون القراءة بعد صلاة العشاء ولمدة خمس دقائق وذلك لأن الجميع قد يناسبهم ذلك.
• القراءة بين الأذان والإقامة جيدة ، ولكن هناك فئة وهم الذين يؤدون تحية المسجد قد تشغلهم القراءة عن صلاتهم ، ولأن الحضور غالباً يكون قليل لأن أكثر الناس لا يأتون المسجد إلا عند الإقامة فتفوتهم الفائدة التي تمت قراءتها بين الأذان والإقامة.
• بكل صراحة ، أخي الإمام ، إن كنتَ غير قادر على أن تقرأ على جماعة مسجدك فأعتقد أنك تستطيع أخذ دورات تطويرية وتدريبية في فن الإلقاء لكي تؤهلك إلى ذلك المقصد العظيم.
• لو كانت هناك مرتبة وظيفية تريد الوصول لها وهي صعبة المنال فسوف تبذل كل ما تستطيع لأجل الوصول لها.
تستطيع أن تكون داعية وخطيباً ناجحاً إذا لبست ثياب الهمة .