نعم لقد ترك ذلك الداعية الدروس التي قد بدأ بها وترك تلك الحلقات التي أنشأها نعم لقد ترك ذلك كله ، فلما سألناه ، قال: لا يحضر لي إلا القليل فتعجبت من جوابه.
ولمثل هؤلاء أقول :
1) أنت مأمور بالدعوة إلى الله كما قال قال صلى له عليه وسلم :بلغوا عني ولو آية . رواه البخاري .
ولستَ مطالب بإحضار الناس والاهتمام بذلك.
2) أنت مأجور عند قيامك بالدعوة إلى الله سواء حضر الناس أولم يحضروا.
3) ألم تعلم بأنه يأت نبي يوم القيامة وليس معه أحد.
4) ألم تفكر في حال دعاة التنصير الذين يسافرون إلى أدغال أفريقيا وبين الغابات لكي يمارسوا مهمة التنصير بين عدد قليل من المسلمين ؟
5) ألم تسأل نفسك هذا السؤال: لماذا الناس لا يحضرون لي ؟
قد يكون عدم حضورهم لهذه الأسباب :
• ضعف إخلاصك لله، فالبلاء منك وليس منهم.
• وقد يكون السبب: أن أسلوبك غير مناسب لعقولهم ومستوياتهم.
• أو أنك تتكلم عن بعض المسائل التي لا يرونها في واقعهم، فهم لم يستفيدوا شيئاً.
• وقد تكون الأجهزة الصوتية عندك غير جيدة فالصوت ضعيف جداً ولا يسمعون كلامك، أوقد يكون الصوت قوي فينزعجون منك، أو أن الصوت فيه صدى وتردد ولا يفهمون من كلامك شيء.
• وقد يكون وقت الدرس لا يناسب طبيعة الناس فأنت تختار بعد المغرب وهم يشتغلون في هذا الوقت بأمورهم الخاصة، فلماذا لا تختار بعد العشاء –مثلاً-.
• وقد تكون من النوع الذي يطيل في الدرس ويسهب في المواضيع، حتى يمل الناس، فلماذا لا تختصر كلامك فالعبرة ليست بالإطالة والاسترسال ولكن ماذا استفاد الناس؟
• وقد يكون سلوكك وأخلاقك مع الناس غير حسنة ولهذا هم لا يحبونك بالطبع لن يجلسوا لك.
• وقد تكون من النوع الذي يمدح نفسه ويقول أنا، وعندي ، ولي، وفعلت .
والناس لا يحبون هذا الصنف من الناس مهما كان علمه.
• وقد تكون كلماتك متكررة ولا فائدة فيها، وأحاديثك قد سمعوها منك مراراً، وقصصك متكررة والناس يملون من التكرار.
• وقد يكون أسلوبك فيه جرح للمشاعر وطعن في بعض الناس، ولهذا الناس لا يحبون سماع كلماتك.
• وقد تكون من النوع الذي يخرج عن الموضوع فهو يبدأ في موضوع ولكنه لا يلبث دقائق وإذا به في موضوع آخر وهكذا , يخرج الناس ولا يدرون ما هو الموضوع الذي جاءوا من أجله .
أيها الداعية ، حينما تحرص على معرفة قواعد التأثير في الناس حينها فقط ستجد تفاعلاً كبيراً منهم .
وفي الحقيقة حتى لو لم تجد من الناس حضوراً فيكفيك أنك بذلت ماتقدر عليه وتبقى النتائج بيد الله تعالى .