اتصلت عليّ صديقتي وأخبرتني بأنها قد دخلت دار تحفيظ القرآن النسائية وأخبرتني عما رأت وعما شعرت به في تلك المجالس الإيمانية تلاوة للقرآن ؛ وزيادة في الإيمان ، سعادة في الروح ، أُنساً بالله ، لذةٌ عجيبة ، دُروس مُفيدة ، وفتاوى لعلمائنا الكرام , تشعِرُ بالسكينةِ في القلب.
وتقول: إنني أنتظرُ الوقت حتى يمر لأذهب لتلك الحلقات وما إن وضعتُ سماعة الهاتف إلا وضعتُ يدي على خدي وطأطأتُ رأسي.
قلتُ لنفسي: يا حسرتا على ليالٍ ذهبت في القيل والقال ، يا أسفا على ساعات مضت في مُتابعة الموضات ومشاهدة القنوات.
حاسبُ نفسي: كم سورة أحفظها ؟ صلاتي لا أُجيدُها بل أكثرها أخطاء , اهتماماتي كُلها تافهة , إما متابعات في القنوات ، أو سوق أتجول فيه أو مُكالمة مع إحدى الصديقات والكلام في أعراض الناس , مضت تلك الليلة بما فيها .
ولكن أقول لك يا زوجي : لقد قررت هذا القرار يجب أن تذهب بي لكي أُسجل في حلقات التحفيظ للقرآن الكريم.
لا ترفض أرجوك , يكفي ذنوباً وضياعاً للأوقات , صديقاتي منهن من حفظت القرآن الكريم كاملاً وأنا لازلتُ أمام شاشة التلفاز بإذن الله لن يكونوا أفضل مني.
زوجي: أرجوك أن تشجعني على هذه الهمة ولا تثبط عزيمتي أما الأولاد فأريدُكَ أن تجلس معهم حتى أعود من الحلقة.
أو تسجلهم في حلقات التحفيظ بالمسجد الذي بجوارنا ، لا تقل أنا مشغول.
اجعل عملك لما بعد المغرب أصبر فأنا في جلسات القرآن والإيمان لا تحرمني الأجر والثواب.
غداً سوف نذهب بإذن الله , أشكرك شكراً جزيلا يا زوجي الحبيب وجزاك الله كل خير.